نسائم الرحمة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المنتدى خاص بمراسلاتي للمجموعات


    ثابت بن قیس

    avatar
    د. عمرو عبد المنعم
    Admin


    المساهمات : 280
    تاريخ التسجيل : 25/05/2010
    الموقع : http://groups.google.com/group/7amel?hl=ar

    ثابت بن قیس Empty ثابت بن قیس

    مُساهمة من طرف د. عمرو عبد المنعم الخميس يونيو 03, 2010 9:41 pm

    ثابت بن قیس
    خطیب رسول لله
    كان حسّان بن ثابت شاعر رسول لله والاسلام..
    وكان ثابت خطیب رسول لله والاسلام..
    وكانت الكلمات تخرج من فمھ قویة، صادعة، جامعة رائعة..
    وفي عام الوفود، وفد على المدینة وفد بني تمیم وقال لرسول لله صلى لله علیھ
    وسلم:
    " جئنا نفاخرك، فأذن لشاعرنا وخطیبنا"..
    فابتسم الرسول صلى لله علیھ وسلم وقال لھم:
    " قد أذنت لخطیبكم، فلیقل"..
    وقام خطیبھم عطارد بن حاجب ووقف یزھو بمفاخر قومھ..
    ولما آذن بانتھاء، قال النبي صلى لله علیھ وسلم لثابت بن قیس: قم فأجبھ..
    ونھض ثابت فقال:
    " الحمد ، الذي في السموات والأرض خلقھ، ق يى فیھنّ أمره، ووسع كرسیّھ
    علمھ، ولم یك شيء قط الا من فضلھ..
    ثم كان من قدرتھ أن جعلنا أئمة. واصطفى من خیر خلقھ رسولا.. أكرمھم نسبا.
    وأصدقھم حدیثا. وأفضلھم حسبا، فأنزل علیھ كتابھ، وائتمنھ على خلقھ، فكان خیرة
    لله من العالمین..
    ثم دعا الناس الى الایمان بھ، فآمن بھ المھاجرون من قومھ وذوي رحمھ.. أكرم
    الناس أحسابا، وخیرھم فعالا..
    ثم كنا نحن الأنصار أول الخلق اجابة..
    فنحن أنصار لله، ووزراء رسولھ"..
    ٢
    **
    شھد ثابت بن قیس مع رسول لله صلى لله علیھ وسلم غزوة أحد، والمشاھد بعدھا.
    وكانت فدائیتھ من طراز عجیب.. جد عجیب..!!
    في حروب الردّة، كان في الطلیعة دائما، یحمل رایة الأنصار، ویضرب بسیف لا
    یكبو، ولا ینبو..
    وفي موقعة الیمامة، التي سبق الحدیث عنھا أكثر من مرة، رأى ثابت وقع الھجوم
    الخاطف لذي شنھّ جیش مسیلمة الكذاب على المسلمین أول المعركة، فصاح بصوتھ
    النذیر الجھیر:
    " ولله، ما ھكذا كنا نقاتل مع رسول لله صلى لله علیھ وسلم"..
    ثم ذھب بغیر بعید، وعاد وقد تحنّط، ولبس اكفانھ، وصاح مرة أخرى:
    " اني أبرأ الیك مما جاء بھ ھؤلاء..
    یعني جیش مسیلمة..
    وأعتذر الیك مما أضاع ھؤلاء..
    یعني تراخي المسلمین في القتال"..
    وانضم الیھ سالم مولى رسول لله صلى لله علیھ وسلم، وكان یحمل رایة المھاجرین..
    وحفر الاثنان لنفسیھما حفرة عمیقة ثم نزلا فیھا قائمین، وأھالا الرمال علیھما حتى
    غطت وسط كل منھما..
    وھكذا وقفا..طودین شامخین، نصف كل منھما غائص في الرمال مثبت في أعماق
    الحفرة.. في حین نصفھما الأعلى، صدرھما وجبھتھما وذراعھما یستقبلان جیوش
    الوثنیة والكذب..
    وراحا یضربان بسیفھما كل من یقترب منھما من جیش مسیلمة حتى استشھدا في
    مكانھما، ومالت شمس كل منھما للغروب..!!
    وكان مشھدھما رضي لله عنھما ھذا أعظم صیحة أسھمت في ردّ المسلمین الى
    مواقعھم، حیث جعلوا من جیش مسیلمة الكذاب ترابا تطؤه الأقدام..!!
    **
    وثابت بن قیس.. ھذا الذي تفوّق خطیبا، وتفوّق محاربا كان یحمل نفسا أوابة، وقلبا
    خاشعا مخبتا، وكان من أكثر المسلمین وجلا من لله، وحیاء منھ..
    **
    لما نزلت الآیة الكریمة:
    ( ان لله لا یحب كل مختال فخور)..
    أغلق ثابت باب داره، وجلس یبكي..وطال مكثھ على ھذه الحال، حتى نمى الى
    رسول لله صلى لله علیھ وسلم أمره، فدعاه وسألھ.
    ٣
    فقال ثابت:
    " یا رسول لله، اني أحب الثوب الجمیل، والنعل الجمیل، وقد خشیت أن أكون بھذا
    من المختالین"..
    فأجابھ النبي صلى لله علیھ وسلم وھو یضحك راضیا:
    " انك لست منھم..
    بل تعیش بخیر..
    وتموت بخیر..
    وتدخل الجنة".
    ولما نزل قول لله تعالى:
    ( یا أیھا الذین آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي..
    ولا تجھروا لھ بالقول كجھر بعضكم لبعض، أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون)..
    أغلق ثابت علیھ داره، وطفق یبكي..
    وافتقده الرسول فسأل عنھ، ثم أرسل من یدعوه...
    وجاء ثابت..
    وسألھ الرسول عن سببب غیابھ، فأجابھ:
    " اني امرؤ جھیر الصوت..
    وقد كنت أرفع صوتي فوق صوتك یا رسول لله..
    واذن فقد حبط عملي، وأنا من أھل النار"..!!
    وأجابھ الرسول علیھ الصلاة والسلام:
    " انك لست منھم..
    بل تعیش حمیدا..
    وتقتل شھیدا..
    ویدخلك لله الجنة".
    **
    بقي في قصة ثابت واقعة، قد لا یستریح الیھا أولئك الذین حصروا تفكیرھم
    وشعورھم ورؤاھم داخل عالمھم الماديّ الضیقّ الذي یلمسونھ، أو یبصرونھ، أو
    یشمّونھ..!
    ومع ھذا، فالواقعة صحیحة، وتفسیرھا مبین ومیسّر لكل من یستخدم مع البصر،
    البصیرة..
    بعد أن استشھد ثابت في المعركة، مرّ بھ واحد من المسلمین الذین كانوا حدیثي عھد
    بالاسلام ورأى على جثمان ثابت درعھ الثمینة، فظن أن من حقھ أن یأخذھا لنفسھ،
    فأخذھا..
    ولندع راوي الواقعة یرویھا بنفسھ:
    ".. وبینما رجل من المسلمین نائم أتاه ثابت في منامھ.
    فقال لھ: اني أوصیك بوصیة، فایاك أن تقول: ھذا حلم فتضیعھ.
    ٤
    اني لما استشھدت بالأمس، مرّ بي رجل من المسلمین.
    فأخذ درعي..
    وان منزلھ في أقصى الناس، وفرسھ یستنّ في طولھ، أي في لجامھ وشكیمتھ.
    وقد كفأ على الدرع برمة، وفوق البرمة رحل..
    فأت خالدا، فمره أن یبعث فیأخذھا..
    فاذا قدمت المدینة على خلیفة رسول لله أبي بكر، فقل لھ: ان
    عليّ من الدین كذا كذا..
    فلیقم بسداده..
    فلما استیقظ الرجل من نومھ، أتى خالد بن الولید، فقصّ علیھ رؤیاه..
    فأرسل خالد من یأتي بالدرع، فوجدھا كما وصف ثابت تماما..
    ولما رجع المسلمون الى المدینة، قصّ المسلم على الخلیفة الرؤیا، فأنجز وصیّة
    ثابت..
    ولیس في الاسلام وصیةّ میّت أنجزت بعد موتھ على ھذا النحو، سوى وصیّة ثابت
    بن قیس..
    حقا ان الانسان لسرّ كبیر..
    ( ولا تحسبنّ الذین قتلوا في سبیل لله أمواتا بل أحیاء عند ربھم یرزقون).
    سلام على ثابت بن قیس خطیب رسول لله
    سلام علیھ في محیاه، وأخراه..
    وسلام.. ثم سلام على سیرتھ وذكراه..
    وسلام على الكرام البررة.. أصحاب رسول لله صلى لله علیھ وسلم

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء مايو 14, 2024 2:51 am